سورة الأنعام - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


{وكلاً} أَيْ: من المذكورين ها هنا {فضلنا على العالمين} عالمي زمانهم.
{ومن آبائهم} أَيْ: وهدينا بعض آبائهم {وذرياتهم وإخوانهم} فـ {مِنْ} ها هنا للتَّبعيض.
{ذلك هدى الله} دين الله الذي هم عليه {يهدي به مَنْ يشاء} يريد: يرشد إليه مَنْ يشاء {من عباده ولو أشركوا} عبدوا غيري {لحبط} بطل عملهم.
{أولئك الذين آتيناهم الكتاب} يعني: الكتب التي أنزلها عليهم {والحكم} العلم والفقه {فإن يكفر بها} أي: بآياتنا {هؤلاء} أهل مكَّة {فقد وكلنا بها} أَيْ: أرصدنا لها {قوماً} وفَّقناهم لها، وهم المهاجرون والأنصار.
{أولئك الذين هدى الله} يعني: النَّبيِّين الذين تقدَّم ذكرهم {فبهداهم اقتده} أَي: اصبر كما صبروا؛ فإنَّ قومهم كذَّبوهم فصبروا {قل لا أسألكم عليه} على القرآن وتبليغ الرِّسالة {أجراً} مالاً تعطونيه {إن هو} يعني: القرآن {إلاَّ ذكرى للعالمين} موعظة للخلق أجمعين.
{وما قدروا الله حق قدره} ما عظَّموا الله حقَّ عظمته، وما وصفوه حقَّ صفته {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} وذلك أنَّ اليهود أنكروا إنزال الله عزَّ وجلَّ من السَّماء كتاباً إنكاراً للقرآن {قل} لهم يا محمد: {مَنْ أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} يعني: التَّوراة {تجعلونه قراطيس} مكتوبة وتودعونه إيَّاها {تبدونها} يعني: القراطيس يبدون ما يحبُّون، ويكتمون صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم {وعُلِّمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} في التَّوراة، فضيَّعتموه ولم تنتفعوا به {قل الله} أي: الله أنزله {ثم ذرهم في خوضهم} إفكهم وحديثهم الباطل {يلعبون} يعملون ما لا يُجدي عليهم.
{وهذا كتاب} يعني: القرآن {أنزلناه مبارك} كثيرٌ خيره، دائمٌ نفعه، يبشِّر بالثواب، ويزجر عن القبيح، إلى ما لا يحصى من بركاته {مصدق الذي بين يديه} موافقٌ لما قبله من الكتب {ولتنذر أم القرى} أَهل مكَّة {ومَنْ حولها} يعني: أهل سائر الآفاق {والذين يؤمنون بالآخرة} إيماناً حقيقياً {يؤمنون به} بالقرآن.


{ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً} نزلت في مسيلمة والأسود العنسي؛ ادَّعيا النُّبوَّة، وأنَّ الله أوحى إليهما، وهذا معنى قوله: {أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومَنْ قال سأنزل مثل ما أنزل الله} يعني: المستهزئين الذين قالوا: {لو نشاء لقلنا مثل هذا} {ولو ترى} يا محمد {إذ الظالمون} يعني: الذين ذكرهم {في غمرات الموت} شدائده، وأهواله {والملائكة باسطوا أيديهم} إليهم بالضَّرب والتَّعذيب {أخرجوا أنفسكم} أَيْ: يقولون ذلك ونفس الكافر تخرج بمشقةٍ وكُرهٍ، لأنَّها تصير إلى أشدِّ العذاب، والملائكة يكرهونهم على نزع الرُّوح، ويقولون: {أخرجوا أنفسكم} كرهاً {اليوم تجزون عذاب الهون} أَي: العذاب الذي يقع به الهوان الشَّديد {بما كنتم تقولون على الله غير الحق} من أنَّه أوحي إليكم ولم يوح {وكنتم عن آياته تستكبرون} عن الإِيمان بها تتعظَّمون.
{ولقد جئتمونا فرادى} يقال للكفَّار في الآخرة: جئتمونا فرادى بلا أهل، ولا مالٍ، ولا شيءٍ قدَّمتموه {كما خلقناكم أوَّل مرَّة} كما خرجتم من بطون أُمَّهاتكم {وتركتم ما خوَّلناكم} ملَّكناكم وأعطيناكم من المال والعبيد والمواشي {وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنَّهم فيكم شركاء} وذلك أنَّ المشركين كانوا يعبدون الأصنام على أنَّهم شركاء الله وشفعاؤهم عنده {لقد تقطع بينكم} وصلكم ومودتكم {وضلَّ عنكم} ذهب عنكم {ما كنتم تزعمون} تُكذِّبون في الدُّنيا.
{إنَّ الله فالق الحبّ} شاقُّة بالنَّبات {والنوى} بالنَّخلة {يخرج الحي من الميت} يخرج النُّطفة بشراً حيّاً {ومُخرج الميت} النُّطفة {من الحيّ} وقيل: يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن {ذلكم الله} الذي فعل هذه الأشياء التي تشاهدونها ربكم {فأنى تؤفكون} فمن أين تُصرفون عن الحقِّ بعد البيان!.
{فالق الإِصباح} شاقُّ عمود الصُّبح عن ظلمة اللَّيل وسواده، على معنى أنَّه خالقه ومُبديه {وجاعل الليل سكناً} للخلق يسكنون فيه سكون الرَّاحة {والشمس والقمر حسباناً} وجعل الشَّمس والقمر بحسبانٍ لا يجاوزانه فيما يدوران في حسابٍ {ذلك تقدير العزيز} في ملكه يصنع ما أراد {العليم} بما قدَّر من خلقهما.


{وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة} يعني: آدم {فمستقر} أَيْ: فلكم مستقرٌّ في الأرحام {ومستودع} في الأصلاب.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10